من أجل ولدي

الدراسة... بين الفهم والاستيعاب وتحصيل العلامات

الدراسة... بين الفهم والاستيعاب وتحصيل العلامات



التدريس للفهم من الضروريات التي يجب أن يسعى إليها كل من يعمل بالتدريس، حيث إنه من أهم الأهداف التربوية، وهو يشجع التلاميذ على التعلم العميق والذي يغطي طائفة واسعة من المواد وتكون النتيجة جهداً جيداً لتعلم حقيقي للتلاميذ يستفيدون منه في مراحلهم الانتقالية المقبلة.
فالفهم يعني أن يكون الطالب قادراً على إعطاء المعنى للموقف الذي يواجهه ويستدل عليه من خلال مجموعة من السلوكيات كأن يترجم، يفسر، يستكمل، أو يشرح أو يعطي أمثلة أو يستنتج أو يعبر عن شيء ما.
الفهم العميق يعني إدراك المفاهيم والمعاني المرتبطة والمتصلة مع بعضها البعض والتي يمكن استدعاؤها في الحال، حيث كل مفهوم له معنى عميق في عقل المتعلم، يتضمن إدراك الترابطات بين هذه المفاهيم
وتكوين معان جديدة قائمة على ما يعرفه المتعلم من معان وخبرات حالية...
وتتحدث "فتحية القرني" الطالبة في السنة الأولى بكلية الإعلام بجامعة دمشق عن تجربتها مع اعتماد تكنيك الدراسة وخاصة خلال سنة الثانوية العامة، حيث قالت:
"فهم المعلومة قبل حفظها وتنظيم ساعات الدراسة منهاج اعتمدته منذ سنين خلال دراستي في جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، فأنا أدرس لأتعلم وأكتسب مهارات تفيدني في الحياة كخبرات تراكمية خاصة بي تدعم مسيرتي في التعليم الأكاديمي، تعلمت أن أدرس لأستفيد وليس للنجاح في الامتحان فقط فلا بأس من الحصول مثلاً على علامة أقل من العلامة الكاملة، ولكن مع ترسخ المعلومة في الذهن بشكل مدروس وواعٍ أفضل ألف مرة من الحصول على العلامة الكاملة ونسيان كل ما درسته بمجرد خروجي من قاعة الامتحان، فالتعليم لا يكون عن طريق التلقين والحفظ وحشو المعلومات، وإنما عن طريق التجريب وربطه بالمشاهدة والسمع والفهم. إن التعليم القائم في المدارس يعتمد على شرح الدرس كما هو في الكتاب بشكل سرد المعلومات دون طرح أية إضافات أو عرض فيديو، وربما مشاهدة أفلام وثائقية لها علاقة بالدرس وتنظيم زيارات ورحلات علمية لمشاهدة ما ورد في الدرس على أرض الواقع، يرسخ ذلك في عقل الطالب مما يساعده على الفهم والحفظ أسرع.
وتتفق الأستاذة هنادي الجبان الحاصلة على ماجستير في علم النفس مع فتحية القرني على أن جوهر الحفظ يعتمد على الفهم، وتوضح بقولها: "إذا لم نفهم لن نتمكن من الحفظ لكن المعلم يعتمد على الأسلوب التلقيني في عرض المادة الدراسية.. ما يقوم به المعلم هو واجب تجاه مهنة يؤديها، لأن التعليم أصبح أشبه بالتجارة، فالمعلم يقوم بالذهاب إلى المدرسة وإعطاء الحصة للطلاب وشرح المادة دون اكتراث لفهم الطالب لها أم لا.. طبعاً إلا من رحم ربي.
وتسلط هنادي الضوء على ناحية غاية في الأهمية بقولها: "أبناؤنا ليسوا آلات لتلقي المعلومات بشكل أعمى؛ فحصول ابني أو ابنتي على علامة متدنية في مادة ما ليس مؤشراً أبداً على أن طفلي غير مجتهد، فما لا يدركه أغلب أولياء الأمور أن الله سبحانه وتعالى ميّز كل واحد منا بنوع من الذكاء خاص به فهناك من يمتاز بميول علمية وهناك الموهوب فنياً، فلا يوجد طفل غبي، بل ببساطة هناك طفل فشل أهله في إدراك الكنز الحقيقي داخل طفلهم واستثماره بالطرق المثلى، وكما نعرف جميعاً إذا استمعت والدة المخترع أديسون لمدرس الرياضيات بأن رأس ابنها مملوء بالتراب لما خرج للعالم المخترع التاريخي أديسون بألف وثلاثة وتسعين اختراعاً للدنيا كان أهمها المصباح الكهربائي..
وبما أن العقل السليم في الجسم السليم يؤكد المدرب محمد عبد الفتاح خبير كرة السلة في نادي الوحدة الدمشقي أهمية الرياضة بالنسبة لأبنائنا بقوله: "أفخر بأن كثيراً من لاعبينا بفرق الأشبال والناشئين كانوا على مدى سنين طويلة من المتفوقين دراسياً ورياضياً بذات الوقت، ولن ننسى بالطبع الفوائد الجبارة للرياضة في بناء العقل وزيادة الطاقة البدينة والقدرة على التحمل، إضافة لتأثيرها الإيجابي في إزالة أعراض الاكتئاب والتوتر والقلق واضطراب فرط الحركة، والأهم من ذلك كله تحسين عمل الذاكرة والنوم بشكل أفضل، ما يسهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي لفلذات أكبادنا"..

 

التعليقات
اترك تعليقاً


آخر مقالات في القسم